الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

فساد الرأي وجدلية النقاش



فساد الرأي وجدلية النقاش


بالرغم من المتغيرات التي طرأت على عالمنا يبقى الإنسان هو المحورالذي يدور وسط هذا التغير متلقيا ومتغيرا وفق معطيات التأثير له. وتلك التحديثات في مختلف الاتجاهات بدأت تحدد بوصله الاتجاهات والمفاهيم من الوسائل الثقافية عبر التواصل الاجتماعي والمرئي والمسموع والمقروء. حيث ان المفاهيم التي تنشا بتلك اللبنة هي الأولى في تكوين العلاقة بين الكاتب والقارئ، فمن خلالها يتم التعاقد بينهما على المفاهيم الدلالية والمعاني للمفاهيم، كما أنها تعد الأساس الذي تبنى عليه الحجج والبراهين التي تدعم الآراء والأفكار المطروحة في الادراك،ولعل هذا الكم من المتغيرات يجعل الإنسان عرضه للسؤال والطرح .وتبقى استجابته وفقا لمعاييرالإدراك الثقافي للإنسان، ومن خلال قراءاتنا المتنوعة لكثير من الكتب والأبحاث في الأدبيات الثقافية العربية، يبقى مفهوم الأدراك الثقافي مفهوما واسعا ومشتتا .وقد اختلف الباحثيون في تحديده وذلك حسب المنظور الذي ينطلق منه الباحث .والرؤية التي تؤطر ذلك المنظور، فالبعض يتحدث عن الابعاد الثقافية والاجتماعية، والبعض الآخرعن الاقتصاد وتأتي الاستنتاجات وفق هذه المصادر التي تخلو أغلبها من مصادر علمية أو مجهولة المصدر ولكن العقل البشري يستقبلها ويحللها وفق التراكم الثقافي فإذا كانت هذه العقلية البشرية ذات مراجع يستند اليها بكل قراءاته فإن ما يطرحه للآخر يكون ذا قيمة عالية .وفقا لهذا التكوين الادراكي فهناك ما يقع في مطب الفوضى الفكرية، وقد يصعب وضع حد فاصل بين الثقافة السطحية والثقافة المتزنة، إذا نظرنا إلى الثقافة على أنها ثمرة إبداع وإنتاج المثقفين والمفكرين فهي – في نفس الوقت – تلعب دوراً كبيراً في تكوينهم، فهي بلا شك خاضعة لآلياتها الفكرية، ومفاهيمها، وأفكارها، ونظمها المعرفية التي تكون البنية الثقافية التي ينتمون إليها، أما الثقافة التي ينفتح عليها المثقفون وينهلون من منابعها فهي تشكل حقلاً مرجعياً لهم، وطريقة إعادة إنتاجها، وفق معايير تخدم القارئ، ولو قلبنا المعادلة لوجدنا هناك الكثير ممن يخوض بجدليه الرأي دون الوقوف عند نقاط التلاقي وهذا ما يحدث في عالمنا العربي نتيجة علاقة التمييز بالتنافر والتنابذ والصراع، ولعل بعض الصراع يغيب فيه التواصل والحوار بينهما نتيجة الاستنباطات المغلوطة التي يستقبلها العقل وطرحها دون إدراك أو تحليل ولا يمكننا أن نسمي هؤلاء بالطبقة المثقفة ففساد الرأي والنقاش العقيم لا يأتي من عقول نيره عرفت أسلوب النقاش وتبادل الآراء. ومن هنا تأتي الانعكاسات نتيجة ما يطرأ على عقولنا من مقالات وعناوين للصحف دون دراية بالمفهوم المهني للإعلام بشكل كبير.والذي يعتبر الجانب التووعي الذي يعكس توجهات عقول لها أيديولوجيات تحاول عبر هذه الوسائل إيصال أفكارها عبر هذه الطبقة التي تعتمد على القراءات الغير منهجية عبر هذه المفاهيم ومن هنا تأتي الجدلية التي تنقصها المعايير. وهذا ما نلمسه من واقع مرير الآن. ومن يتشبث بآية قرآنية ولا يعرف حتى أنها ناسخه أو منسوخة مدنية كانت او مكية ولا حتى أسباب نزولها ويفتي وينحر الرقاب وهو لا يفقه شيئا من الإسلام. والقياس على باقي العلوم والشيء بالشيء يذكر. كنت بنقاشا مع أحد ممن يدعون بمعرفة بالطب البديل وكنا نتكلم عن تاريخ بعض العلوم الطبية حتى استطرقنا الى ((الحجامة)) وأوضحت له أن الحجامة لها تاريخ عبر العصور وأعطيت له ادله بذلك وإذا به يقول لي (لا تشرك) لم استوعب ما قيل وكررت له هل انت تعي ما تقول وإذا به يصر أنها من الأصل إسلامي وانكاري لذلك هو ((شرك أصغر ؟؟؟))
لقد علمتنا الثقافة العربية قواعد وأصول البحث عن المعلومة وإذا أثبت بالدليل القاطع ما يخالف مفهومك السائد فاعلم ان هناك خطأ فيما ورد إليك سابقا، فعلى الكاتب أو الصحفي أن يكون أكثر علميا في الطرح ولا يكون مجرد مرآة تعكس الحياة اليومية وبالنتيجة سوف تصنع من مقالتك أداة صورية دون إدراك واعي وهنا سوف توقف التحليل المنهجي له إلا قليل مما يدركون ذلك.


  عدنان الدوسري
كاتب وباحث عراقي


الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

لعله يجدي.....







لم تعد القدوة سبيلا معروفا في مجتمعاتنا العربية بشكل كبير وواسع وهذا ما يجعلنا أكثر تأثيرا وعرضه للتأثيرات المجتمعية والتربوية بشكل خاص ومما يؤدي ذلك إلى فقدان العنصر الإيجابي في مخرجات التعليم ودور المعلم القدوة  حيث يجعل هناك ثغرة في ذات الإنسان ومما لاشك فيه أن التأثيرات المضادة تلعب دور الصراع عبر وسائل المسموعة والمرئية وهنا تتولد فكرة صناعة القدوة لذات الاختلاف المجتمعي أو حتى عقائدي .ويخرج لنا شخص من بين ثنايا الإعلام يرمي لنا بعض النصائح التي لا تغني عن جوع .فكيف للمتلقي أن يستجيب لك وقد غرق في غياهب التصور الذاتي لقدوة مغايرة لمعطيات مجتمعاتنا العربية التي بدأت تفتقر هذا المدلول .ومع الأسف بدأنا نتعرض لهيكلة مغايرة تماما عما وجدنا آبائنا عليه ...لو نظرنا إلى افلام (سوبر مان) أو( بات مان) الخ من المسميات ونحن نشاهد نستمتع بتلك اللقطات والبطولات التي يحققها هؤلاء الخوارق من أجل امريكا ..
هل سأل الإعلام العربي نفسه لماذا تصرف استوديوهات هوليود ملايين الدولارات من أجل تلك الافلام ...
الجواب سيكون كالعادة تنظريا ومملا دون أن تفهم شيء . ...
إنهم يصنعون القدوة لمجمعاتهم ويبثون رسائل ضمنية تعدل سلوكيات مجتمعية .من دون ندوات ومؤتمرات وحملات توعية كما نقوم نحن دون دراسات عن موطن الخلل ... 
هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة ؟ 
كثيرا ما طرحت هذا التساؤل  إلى زملاء العمل أو أساتذة التعليم وحتى الناس البسطاء وكان الرد مذهلا من الجميع .
القدوة مطلوبة  وهي مؤثرة بشروطها ومعطياتها ولا أقصد كما هو الآن ممن يتخذ الفاشنيستا أو نجوم الملاعب أو الإعلانات قدوة  لهم ...
بطبع لا . المقصود هنا التأثير التوعي والإيجابي للفرد والمجتمع ومن وجهة نظري لابد من تكثيف العمل على إزالة تلك الترسبات ومن ثم تأتي النصائح الخاصة والعامة لتأخذ مجراها التأثيري في التغير السلوكي  الذي بدا لا يستجيب بشكل كامل لما تطرحه المفاهيم الدينية والاجتماعية وحتى نكون اكثر انصافا مع انفسنا لكون هناك ترسبات سلوكية راسبة في العقل الباطن فعلينا تنقيه تلك الترسبات وبعض سلوكيات المجتمع التي تضطهد الانسان  فكيف تريد من مجتمع يتصرف بشكل حضاري وهو مضطهد في البيت او المدرسة ويمارس ضده كافة وسائل الخنق الابداعي ؟ فعلينا ان نبدأ بصناعة الانسان القائد ليكون جزء فعال في الاسرة والمجتمع . 
 عدنان الدوسري
 كاتب وباحث عراقي

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...