الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

لعله يجدي.....







لم تعد القدوة سبيلا معروفا في مجتمعاتنا العربية بشكل كبير وواسع وهذا ما يجعلنا أكثر تأثيرا وعرضه للتأثيرات المجتمعية والتربوية بشكل خاص ومما يؤدي ذلك إلى فقدان العنصر الإيجابي في مخرجات التعليم ودور المعلم القدوة  حيث يجعل هناك ثغرة في ذات الإنسان ومما لاشك فيه أن التأثيرات المضادة تلعب دور الصراع عبر وسائل المسموعة والمرئية وهنا تتولد فكرة صناعة القدوة لذات الاختلاف المجتمعي أو حتى عقائدي .ويخرج لنا شخص من بين ثنايا الإعلام يرمي لنا بعض النصائح التي لا تغني عن جوع .فكيف للمتلقي أن يستجيب لك وقد غرق في غياهب التصور الذاتي لقدوة مغايرة لمعطيات مجتمعاتنا العربية التي بدأت تفتقر هذا المدلول .ومع الأسف بدأنا نتعرض لهيكلة مغايرة تماما عما وجدنا آبائنا عليه ...لو نظرنا إلى افلام (سوبر مان) أو( بات مان) الخ من المسميات ونحن نشاهد نستمتع بتلك اللقطات والبطولات التي يحققها هؤلاء الخوارق من أجل امريكا ..
هل سأل الإعلام العربي نفسه لماذا تصرف استوديوهات هوليود ملايين الدولارات من أجل تلك الافلام ...
الجواب سيكون كالعادة تنظريا ومملا دون أن تفهم شيء . ...
إنهم يصنعون القدوة لمجمعاتهم ويبثون رسائل ضمنية تعدل سلوكيات مجتمعية .من دون ندوات ومؤتمرات وحملات توعية كما نقوم نحن دون دراسات عن موطن الخلل ... 
هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة ؟ 
كثيرا ما طرحت هذا التساؤل  إلى زملاء العمل أو أساتذة التعليم وحتى الناس البسطاء وكان الرد مذهلا من الجميع .
القدوة مطلوبة  وهي مؤثرة بشروطها ومعطياتها ولا أقصد كما هو الآن ممن يتخذ الفاشنيستا أو نجوم الملاعب أو الإعلانات قدوة  لهم ...
بطبع لا . المقصود هنا التأثير التوعي والإيجابي للفرد والمجتمع ومن وجهة نظري لابد من تكثيف العمل على إزالة تلك الترسبات ومن ثم تأتي النصائح الخاصة والعامة لتأخذ مجراها التأثيري في التغير السلوكي  الذي بدا لا يستجيب بشكل كامل لما تطرحه المفاهيم الدينية والاجتماعية وحتى نكون اكثر انصافا مع انفسنا لكون هناك ترسبات سلوكية راسبة في العقل الباطن فعلينا تنقيه تلك الترسبات وبعض سلوكيات المجتمع التي تضطهد الانسان  فكيف تريد من مجتمع يتصرف بشكل حضاري وهو مضطهد في البيت او المدرسة ويمارس ضده كافة وسائل الخنق الابداعي ؟ فعلينا ان نبدأ بصناعة الانسان القائد ليكون جزء فعال في الاسرة والمجتمع . 
 عدنان الدوسري
 كاتب وباحث عراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...