الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

التأثير اللفظي في السلوك


منذ ان بدأت برامج التواصل الاجتماعي وهي تغزو مجتمعاتنا العربية بشكل كبير حتى اصبح الجميع له حق بالإدماج بهذه الشبكة وبرامجها الاجتماعية ما ان لبثت فترة حتى ظهرت سلبيات وظواهر ما كنا نتصور يوما ان تكون بمجتمعاتنا. ..ولا اريد ان ادخل في هذه التفاصيل الذي لا تكاد تخفي على احد إلا ويعرفها ولكنني سوف أتطرق الى ظاهرة قد تبدو مسلية وظريفة ولكنها تحمل الاثر السلبي في السلوك الاجتماعي ولكننا للأسف الشديد مستمرون بها وبترويجها
وصلتني هذه الرسالة عبر احدى برامج التواصل الاجتماعي ))احد الفلاسفة صرخت عليه زوجته ثم رشت عليه الماء الذي كان بيدها من شدة غضبها فقال : ما أجملك وأنت ترعدين و تبرقين ثم تمطرين ! لو إنه عندنا كان هفها بكف يرعد وجهها حتى تبرق عيناها ثم تمطر))
عبر هذا المثال الذي لربما ابتسم احدنا في البرهة الاولى وهو يقرا مفرداتها 
السؤال .. اي من الرسالتين سوف نتأثر بها 
رسالة الفيلسوف لو رسالة ذاك العربي؟
للأسف الشديد سوف نتأثر بذلك العربي وترسخ بعقلنا كلماته ليس لكونها صحيحة انما عقليتنا تستجيب إلى شرطين مهمين أولهما السياق اللغوي حيث يأتي مألوف للعقل وبرمجته اللغوي ويستجيب له بشكل سريع والثاني هي اخر الكلمات التي دائما تكون لها التأثير في وقع السامع  في اغلب الاحيان من اي حديث او رسالة تأتي أكثر ترسيخا في العقل وهذا ما يسمى الخلاصة او الزبده عند البعض .
. ولهذا ان اغلب البلدان العالم التي تسعى لخلق انسان نموذجي تراقب الإعلانات وكافة وسائل السمعية والمرئية حتى لا تؤثر سلبا على سلوكيات الفرد . بعد خروج اليابان من الحرب العالمية الثانيه اول خطوة ارتكازيه لبداية مشوارها لتنهض من جديد وفق رؤيا جديدة كانت خطوة التربية. فبدأت اول مراحل تطوير الذات والتنمية هي دراسة الاخلاق وفق مناهج تدرس بها كيفية التعامل مع الاخر ومن ثم وضعت خططا صناعية وعلمية .والهدف منه انهم وجدوا أن الأخلاق هي العتبة الأولى لصناعة الإنسان ومن ثم صناعة دولة متقدمة جعله عنصر فعال بالمجتمع . 
شكرا لمن يمارس ضدنا طقوسا خاصة الذي لم ينزل الله بها من سلطان ؟
عدنان الدوسري
كاتب عراقي مغترب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...