الخميس، 11 أغسطس 2016

أزدواجية سلوك الفرد

من أهم  السلوكيات الفعالة في المجتمعات المتحضرة   هي قدرة الفرد على تفعيل نمطية التعامل مع الآخرين عبر  منهجية مكتسبة من قناعة فكرية وثقافية تتبلور دائما في ثبات ذلك الموقف .مهما تعددت الأدوار للشخص في اليوم الواحد. ولعلنا دون مواربة  فنحن شعب متحضر يعي قيمة كبح السلوك الشائن في كثير من مواقفنا الحياتية ولكن القلة هم الذين دوما يشذون عن القاعدة، ويحملون الآخرين وزر أخطائهم ووزر تصرفاتهم عندما يسمحون لأنفسهم بأن يتحرروا من تلك القاعدة السلوكية كلما فقدوا الرقيب وكلما أمنوا العقوبة وفي ذلك خلل يجب أن يدرس من قبل الأخصائيين النفسيين من اجل انتشال تلك الفئة القليلة من الازدواجية في السلوك، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد البعض  عندما تنمح  لهم خاصية معينة تسمح لهم بخصائص قد يكونوا قادرين إلى إقصاء  الآخرين وإلغاء أرائهم  وفق معاير تراكمات  خلفها الزمن  بعقلهم الباطن وتنعكس سلبا  على سلوكهم وبهذا التصرف  يعتبر وكأنه يتحرر من القيود التي ألزمها نفسه في جانب من جوانب حياته وخرقها في الجانب الآخر. ولنقس على ذلك المقياس كثيرا من التصرفات التي نجدها في أولئك المتذبذبين سلوكيا.. ولعله من المرجو دراسة تلك الظاهرة دراسة متعمقة ووضع الحلول لها في عالمنا  الواقعي واخص به  الافتراضي الذي أصبح جزء من حياتنا اليومية.. فكما أن علم الإدارة وضع منهجية (إدارة الوقت) وأصبح علما يدرس في الجامعات وهو المفهوم الذي ينص على أدارة الذات من الداخل للتخلص من المعوقات الوقتية في المفهوم الحياتي ككل.. فحري أن يكون للسلوك نفس المقياس ونفس النمط.. فهما مفهومان يمسان الشخصية من الداخل ويخلصانها من الترسبات النفسية ويمكنانها من الوصول إلى سلاسة التعامل من المنظور الإيجابي للحياة. خصوصا أن ديننا الإسلامي أثرى العقول بتلك المفاهيم الخيرة، ولكننا نحن بحاجة إلى تثبيت تلك القواعد السلوكية عقائديا ومنهجيا لكي تتحضر النفوس قبل أن يتحضر إنسانها بفعل المؤثرات المعنوية والمادية وهنا تكمن المفارقة.. فالقناعة دائما جوهر لا يتغير مهما تغيرت الأدوار  ...
  عدنان الدوسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...