السبت، 20 أغسطس 2016

لماذا لانتغير .....

لماذا لانتغير ..
لم تكن المدينة الفاضلة سوى حلما تناقلته العقول من جيل إلى آخر دون تحقيقه على أرض الواقع. وأراد الفيلسوف  اليوناني أفلاطون أن يؤسس هذه المدينة بخياله الخصب لتسود الرفاهية للجميع .وما يثير فضولي بالبحث عن أسباب تردي الشعوب سلوكيا ومنهجيا هو اهتمام أصحاب القرار بعقوبة المخطئ وفق القوانين الوضعية وهذا ليس عيبا بحد ذاته إنما هو نصف العلاج.وغالبا ما تركز اغلب المؤسسات على مقولة (من امن العقاب ساء الادب) ناسين بذلك ان العقوبة المستمرة تولد تمرد ذاتي وعاطفي لدى الكثير من الناس. وهذا مما يؤدي الى استمرارية الخطأ . لم أرى أي مؤسسة حكومية تضع خطة لتقليل نسب البطالة او الحد من الجريمة أو تقليل نسب المخالفات أو ردع حالة التحرش وما إلى ذلك من أمور .ولم اشهد اي مسئول يظهر لنا الخط البياني لمؤسسته  لستة أشهر مضت كيف كان وكيف توصل إلى انخفاض المعدل او ارتفاعه وفق معادلات  الانجاز .ترى إلى متى ترهقنا إعداد المخالفات والجرائم وهذه الاحصائيات المرعبة التي تواكبنا كل لحظة . هل إدارة المؤسسات المعنية بهذا الصدد صامتة .وتكتفي بالعقوبات المنصوص  عليها وفق القوانين دون وضع حلول مناسبة  لذلك .والمؤشرات البيانية في تصاعد او انخفاض والغريب ان  المؤسسات تتباهى في ذلك؟ 
ايها المسئول ما هو دورك الابداعي في المؤسسة هل دورك تطبيق اللوائح والقوانين دون ان تضع مبادرات علمية للحد من الخطأ القائم في مؤسستكم. ان (انجاز) المعاملات او عقوبة المتهم او اعطاء محاضرة هذا يمسى اداء وظيفي وليس انجاز ابداعي وفق معادلة المدينة الفاضلة ؟ 
ليس من الضروري أن نكون ضمن المدينة الفاضلة 100% إنما علينا أن نصنع انسانا فاضلا قبل كل شى. فكيف لنا ان نصنع هذا الانسان وهناك من يفكر بمبدأ العقوبة فقط ؟ دون التفكير بتطوير الانسان ليكون عونا للحكومة . متى نعلمه ان ربط حزام الأمان حالة أخلاقية وليس مخالفة يعاقب عليها القانون  ..والمرأة هي جزء منك والحفاظ عليها واجب انساني وأخلاقي .وان أمن المجتمع انت جزء من مسؤليته ... متى يعلموا أولادنا أن تحية العلم ليس فرض انا هو حب للوطن ..متى يعلموا شبابنا أن قيادة السيارة بسرعة جنونيه هو خطر ويسبب الدمار لك وللدولة. متى يعلموا بناتنا أن التقليد هو تعطيل للعقل والابتكار هو زهوها المنشود ..متى يعلموا مصلينا بان الدين سبيل  الى رقي للعقل وليس أداة ترهيب وخوف ..متى نسمع الخطيب يدعو لنا ولا يدعوا علينا .نحن بحاجة إلى إعادة هيكلة الإنسان والقوانين معا  . لنرتقي ونواكب تلك الدول التي تسارع الزمن وتقضي على نسب البطالة والتشرد وفق معطيات تطبيقية .وليس هتافات رنانه .
عدنان الدوسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...