لعلي ادركه........
كان الممر طويلا وقفت اسحب انفاسي الذي اتعبتها التدخين وما عادت رئتي تساعدني على الهاث
اسال الممرضة
اين غرفة 35 Where the room 35 )) مازالت لغتي الافرنجية بطيئة
اشارت الي بأصبعها عاودت المسير مسرعا تدور حولي صورته وأخر كلامه معي ليلة أمس.
كان خائفا لعله هل ينتظرني كعادته اعلم انه لا يهتم بمواعيده _ اعرفه جيدا ولكنه كان يكره الانتظار نظراتي تراقب الممر
توقظني لافته مضيئة (غرفة 35 - room 35) ادخل سريعا لعلي اجدة
.. كانت الردهة مشرعة الستائر من كل جانب والهدوء المرعب يعصرني ونظراتي
تتأمل الجدران الخاوية وتلك اللائحة المكتوب عليها (الهدوء رجاء) لعل الصمت هنا يأتي بشيء من الحزن وتلك النوافذ التي مازالت تستقبل زخات المطر التشريني .
اخرج بصمت ....اذهب الى الاستعلامات اسال عنه وقدمي تخطو بحزن وقلقا متعب
.. – Where my friend who was lying in the room of 35.
أين صديقي الذي كان يرقد في غرفة 35. ولهاث صوتي يتردد بالنَّفَس كالاحتضار
- نظرت الي بحزن شديد
- ( I arrived late, he is now lying peacefullوصلت متأخرا انه يرقد الان بسلام)
..شعرت ببرودة اجابتها تغزو كل خلية بجسدي الستيني وهمت اخطو
صوت يأتيني عن قرب
لحظة لقد وجدنا هذه الاشياء وهذه الورقة تركها لك
Wait a moment and I've found this stuff and this paper left you)
استلم من يداها
كيس ورقي باهت وخطوط بكسراته العشوائية مازالت مرسومة عليه ...
لم تعنيني اشياءه سوى تلك الورقة شغلتني ان افتحها
صديقي العزيز....
اعلم انك ستأتي كعادتك ولكني كنت اترجى الموت ان يتأخر قليلا لكنه لم يأبى بذلك
منذ تركتني لية امس وأنا ابحث عن صورة لبلادي او اسم له في صحيفة فلم اجد إلا (صحيفة التايمز) الذي تنشربعض ما يحدث لهذا الوطن المفجوع .. وفي زحمة الحنين والوقفة والسؤال احتضنت تلك الصفحة التي فيها خبر الموت الجاري لوطني لعلي اشم بها رائحته
_حينها تذكرت مظفر النواب (مطر..كلش مطر والشارع مغوش... حكي وريحه ناس مالك شغل بيهم ....عينك مراية وقت مابيها أحد ...كنها ورقه يانصيب انتهت .....وتدور الجرايد بلكي ريحة وطن.
اسف يا صديقي ذهبت دون ان اقول لك اسف انا اكره الانتظار..
عدنان الدوسري
كاتب عراقي مغترب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق