هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟
لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى مسمعك شخصية دينية أو شخصية تاريخية أو بطل في القرون الوسطى أو شخص كبير في السن نحترمه ونفضله لأسباب عديدة. عادة ما يكون أحد الوالدين أو المعلم أو الأخ أو ابن العم أو العم / العمة هو الشخص الذي نتطلع إليه وننسخه. قد يفعل البعض منا ذلك عن قصد، أو دون قصد. بينما سيفعله البعض منا دون أن يدرك مدى تأثرنا بهم. إنهم قدوة لنا وهذه النماذج التي يحتذى بها تتغير باستمرار مع تقدمنا في العمر، وفقا للتغييرات في أذواقنا واحتياجاتنا. إن وجود نماذج يحتذى بها في حياتنا أمر مهم للغاية، وامتلاك نماذج جيدة هو أكثر أهمية، لأنها تؤثر على ما نقوم به وكيف نتحول في النهاية، تؤثر القدوة الإيجابية على أفعالنا وتحفزنا على السعي لكشف إمكانيتنا الحقيقية والتغلب على ضعفنا. وجودهم يدفعنا لتحقيق أقصى استفادة من حياتنا. الاستفادة القصوى من حياتنا. نماذج الأدوار ضرورية لتحسين الذات لأنه يجب أن يكون لدينا معيار نسعى من أجله أو نقارن أنفسنا به يجب أن يكون هناك (عظمة) التي يجب أن نرغب في تحقيقها إذا أردنا حتى تحقيق قدر ضئيل من النجاح في أي جانب من جوانب الحياة. لذلك، من المهم أن يكون لديك الإلهام الصحيح لاكتشاف من أنت وبذل قصارى جهدك. يشترك جميع القادة العظماء والرياضيين وأصحاب الإنجازات العالية في شيء واحد - لديهم جميعا قدوة إيجابية سعوا جاهدين لتقليدهم بطريقة ما وفي نهاية المطاف يقومون بعمل أفضل من قداوتهم. اعترف اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي بأن أسطورة فرنسا زين الدين زيدان قدوة له في كرة القدم عندما كان يكبر، واصفا إياه ب البطل. الآن، ألا تعتقد أن ميسي قد تفوق على زيدان كلاعب كرة قدم؟ ومنذ أن أصبح بيل جيتس وستيف جوبز ومارك زوكربيرج رموزا عالمية نظرا لنجاحهم الهائل في مجالات التكنولوجيا والأعمال، انضم العديد من الشباب إلى عربة التكنولوجيا وأسسوا أعمالا من خلال متابعة شغفهم أو أي شيء خارج الصندوق الفكرة التي جاءت في رؤوسهم. حتى إن البعض أصبحوا متسربين مثل زوكربيرج لإعطاء وقت كامل لشغفهم، على الرغم من أنني لا أستطيع أن أقول إنها فكرة رائعة. الآن دعونا نرى ما تفعله القدوة لنا وكيف يجب أن نختار نموذجنا. فهناك معايير للقدوة وسوف نتطرق لبعضها التي تتيح للقارئ المعرفة البسيطة لهذا المفهوم.
تختار بعناية
عادة ما تستند
توقعاتنا على ما نراه من حولنا. ومن المرجح أن ما نراه من حولنا هو مجرد عادي أو متوسط،
على الرغم من أننا قد نفكر بطريقة أخرى. لذلك يجب أن نختار قدوتنا بعناية، ونختار أولئك
الذين هم في قمة التخصص، والأفضل في مجالهم - ولكن مع مكانته الاخلاقية قوة وشخصيته
المستقيمة. على الرغم من أنهم قد يكون لديهم عيوبهم، يجب أن يكونوا ملهمين على الرغم
من نقاط ضعفهم. سيساعدنا هذا في معرفة كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف أو تحويلها ببساطة
إلى قوة، وعدم السماح للعيوب بمنعنا من أن نكون الأفضل منا
اجعله مدربك
جميع الرياضيين والفرق لديهم مدربون. غالبا ما يؤثر التغيير في المدرب على أداء اللاعب أو الفريق. هل تساءلت لماذا يحتاج لاعب من الطراز العالمي أو أفضل لاعب في العالم إلى مدرب بينما هم بالفعل جيدون في لعبهم؟ ذلك لأن المدرب يبقينا متحمسين، نحو الهدف، ويلهمنا ويوضح لنا كيفية التغلب على نقاط ضعفنا وكيفية مواجهة المواقف الصعبة. لكننا لا ندرك الصعوبات التي كان عليهم ليصبحوا ما هم عليه. حاول التعرف على تلك الصراعات ومعرفة ما إذا كنت تواجه أيضا مشكلات مماثلة، فبالتأكيد ستجد حلا هناك. إذا كان قدوتك هو والدك أو معلمك أو أحد أفراد أسرتك، فلديك ميزة الوصول إليهم حتى تتمكن من التحدث إليهم والحصول على نصائح حول كيفية القيام بالأشياء. يمكن أن يصبحوا مدربين شخصيين لك، وأن يكونوا جيدين أيضا لأنهم يهتمون بك ورؤيتك تقوم بعمل جيد أمر مهم بالنسبة لهم كما هو مهم بالنسبة لك. لكن لهذا عليك أن تبذل جهدا للوصول إليهم، خاصة مع وجود مشكلة، وإلا فلن يعرفوا ما تريد.، يجب يكون لديك دائما نماذج يحتذى بها من بين الأفضل في مجالهم أو حققوا أكبر قدر من النجاح فيما نريد القيام به. بهذه الطريقة سنضع توقعات عالية من أنفسنا، مما يجعلنا نقدم أفضل ما لدينا ولا نكتفي بالنجاح المتوسط.
إيجاد القدوة الصحيحة
عائلتنا
غالبا ما يكون
آباؤنا وأجدادنا قدوة لنا في الحياة. إنها أيضا واحدة من أفضل الخيارات بالنسبة لنا
لأنها تشترك في القيم والمبادئ التي يجب أن توجه حياتنا. يجب أن نستمع إلى قصصهم، ونتعرف
على نضالاتهم وندرس مسار نجاحهم وفشلهم. هناك دروس لا حصر لها في هذه ستوجهنا حول ما
يجب القيام به وما يجب تجنبه. إنها أيضا ميزة يمكننا أن نلجأ إليها بسهولة للحصول على
المشورة، والتي ينقلونها بناء على تجربتهم ورفاهيتنا في الاعتبار.
أنتقل إلى التاريخ
هناك عدد لا يحصى
من الشخصيات في التاريخ، في جميع مناحي الحياة، يمكنهم أن يكونوا قدوة عظيمة. لذا اقرأ
التاريخ، سواء كان يتعلق بالأعمال أو العلوم أو السياسة أو بالاجتماع، كل ما يتعلق
بنا. هناك الكثير من الأشخاص العظماء الذين يستحقون الإعجاب ويمكنهم بسهولة أن يصبحوا
منارة للضوء بالنسبة لنا.
اقرأ السير الذاتية
ستخبرنا قراءة
السير الذاتية لمختلف المتفوقين عن بدايتهم وكيف تحولوا. قد يحالفهم الحظ في تفضيلهم،
بينما قد يكون على البعض الآخر الاعتماد على تصميمهم وعملهم الجاد ومواهبهم، مهما كان
الأمر، لدينا جميعا العديد من الدروس لنتعلمها هناك يجب أن نحاول أن نلاحظ عاداتهم
الجيدة ودمجها في حياتنا، ونتجنب الأخطاء التي ارتكبوها
لديك نماذج متعددة
نحتاج إلى نماذج
مختلفة لمراحل وجوانب مختلفة من الحياة. لذلك، نحتاج إلى أكثر من نموذج قدوة يحتذى
به حتى نتمكن من التقاط أكثر من جانب واحد والحصول على أشياء جيدة أخرى نقدرها ونطمح
إليها في نماذج الحياة.، قد نجد شخصا آخر يناسب وضعنا وتطلعاتنا بشكل أفضل، لذلك يجب
أن نستبدل بعض النماذج بأخرى
جديدة. مفهومنا
للقدوة يحتاج إلى إعادة نظر حتى يجعلنا أكثر تأثيرا ولا نكون عرضه للتأثيرات بشكل خاص
ومما يؤدي ذلك إلى فقدان العنصر الإيجابي في مخرجات القدوة ومن المؤسف أن بعض الجهات
الإعلامية تلعب دور القدوة حيث تجعل هناك ثغرة في ذات الإنسان ومما لا شك فيه أن التأثيرات
المضادة تلعب دور الصراع عبر وسائل المسموعة والمرئية وهنا تتولد فكرة صناعة القدوة
لذات الاختلاف المجتمعي أو حتى عقائدي. ويخرج لنا شخص من بين ثنايا الإعلام يرمي لنا
بعض النصائح التي لا تغني عن جوع. فكيف للمتلقي أن يستجيب لك وقد غرق في غياهب التصور
الذاتي لقدوة مغايرة لمعطيات مجتمعاتنا العربية التي بدأت تفتقر هذا المدلول. ومع الأسف
بدأنا نتعرض لهيكلة مغايرة تماما عما وجدنا آبائنا عليه. لو نظرنا إلى أفلام (سوبر
مان) أو(بات مان) إلخ من المسميات ونحن نشاهد ونستمتع بتلك اللقطات والبطولات التي
يحققها هؤلاء الخوارق من أجل أمريكا. هل سال الإعلام العربي نفسه لماذا تصرف استود
وهات هوليود ملايين الدولارات من أجل تلك الأفلام. يأتيك الجواب وسوف سيكون كالعادة
تنظيريا ومملا دون أن تفهم شيء. .إنهم يصنعون القدوة لمجمعاتهم ويبثون رسائل ضمنية
تعدل سلوكيات مجتمعية. دون ندوات ومؤتمرات وحملات توعية كما نقوم نحن دون دراسات عن
موطن الخلل.
هل فعلا نحن نحتاج
إلى قدوة؟
كثيرا ما طرحت
هذا التساؤل إلى زملاء العمل أو أساتذة التعليم وحتى الناس البسطاء وكان الرد مذهلا
من الجميع. القدوة مطلوبة وهي مؤثرة بشروطها ومعطياتها الايجابية ولا أقصد كما هو الآن
ممن يتخذ الفاشنيستا أو نجوم الإعلانات قدوة لهم بطبع _لا_ المقصود هنا التأثير النوعي
والإيجابي للفرد والمجتمع وليس هنا المعني
القدوة السيئة , ومن وجهة نظري لا بدَّ من تكثيف العمل على إزالة تلك الترسبات ومن
ثم تأتي معايير القدوة لتأخذ مجراها التأثيري
في التغير السلوكي الذي بدا لا يستجيب بشكل كامل لما تطرحه المفاهيم الدينية والاجتماعية
_لفقدان القدوة الزمنية والحاضرة _وحتى نكون أكثر إنصافا مع أنفسنا لكون هناك ترسبات
سلوكية راسبة في العقل الباطن فعلينا تنقيه تلك الترسبات وبعض سلوكيات المجتمع التي
تضطهد الإنسان فكيف تريد من مجتمع يتصرف بشكل حضاري وهو مضطهد في البيت أو المدرسة
ويمارس ضده كافة وسائل الخنق الإبداعي؟ فعلينا أن نبدأ بصناعة الإنسان القائد ليكون
جزء فعال في الأسرة والمجتمع.
·
كاتب وباحث وقاص عراقي مقيم في الكويت
·
صدر له ثلاث مجموعات قصصية
·
محاولات شعرية ونثرية
·
محاضر ومدرب بالإدارة
ونمو المشاريع
·
مقالات في الصحف العراقية والعربية ( حول
الفكر الاجتماعي والقيادة والادارة )
·
عضويات ثقافية في منظمات دولية وعربية
للتواصل
البريد
الالكتروني : larsa_adnan@windowslive.com
الانستغرام : adnan_aldossre@
تويتر : @adnan_aldosre
الفيس بوك: عدنان الدوسري