الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

نمطية التغير



نمطية التغير
سؤال مررنا به كثيرا وكل شخص له تفسيرا معينا له. ولعل الكثير يتفق معي بان نمطية التغير السلوكي للفرد بدأت تتغير منذ مطلع التسعينات ولو طابقنا جيل الاربعينات وحتى نهاية جيل الستينات لوجدناهم أكثر تماسكا بالسلوكيات ولعل البعض يعطي تبريرا حيث لا يوجد تهديدات للتغير السلوكي كما هو حاصل الان.
والمقصود بالتهديدات السلوكية هي التغيرات التكنلوجية ومواقع التواصل الاجتماعي التي فرزت لنا بعض السلوكيات الضارة وانا اتفق بعض الشيء مع هذا المبدأ.   ولكن لسنا الوحيدون في العالم من يستخدم هذه التقنيات. تشير الدراسات ان نسبة تأثيرها عالية لدينا بسبب عدم توفر قواعد سلوكية لممارسة هذا التواصل لتمنع أي سلوك سيئ يسيطر علينا فالتغير لا يأتي عبثا فجميع الأمم مرت بمراحل التغير واستطاعت ان تهذب الاطوار وتخلق مفاهيم تعكس إيجابا على المجتمع وتبقى المدينة الفاضلة حلما بين العقول من جيل إلى آخر دون تحقيقها على أرض الواقع. وأراد الفيلسوف اليوناني أفلاطون أن يؤسس هذه المدينة بخياله الخصب لتسود الرفاهية للجميع. وما يثير فضولي بالبحث عن أسباب تردي الشعوب سلوكيا ومنهجيا وقد استوقفتني هذه الجزئية كثيرا ولعل ما سوف اطرحه هو نتيجة انعكاسيا لما يحمله الفرد من قيم وعادات وسلوكيات تفرز عند كرسي المسؤولية مما يعطي انطباعا واضحا لما يحمله هذا المسؤول من مفاهيم هو اهتمام أصحاب القرار بعقوبة المخطئ وفق القوانين وهذا ليس عيبا بحد ذاته إنما هو نصف العلاج. وغالبا ما تركز المؤسسات على مقولة (من امن العقاب ساء الادب) ناسين بذلك ان العقوبة المستمرة تولد تمرد ذاتي وعاطفي لدى الكثير من الناس. وهذا مما يؤدي الى استمرارية الخطأ. ومفهوم العقوبة لدى مجتمعاتنا هو موروث ولكن هذا الموروث قد أسيئ استعماله في التطبيق ولعل البعض وكما تقول بلهجة العراقية (هذا ما يصير له جاره) أي بمعنى لا ينفع معه أي حل ناسين هناك حلول ومهارات كثيرا. ولكن هذه الحلول بعيده عن انظار المسؤول صاحب القرار.
لم أرى أي مؤسسة حكومية تضع استراتيجية لتقليل نسب البطالة او الحد من الجريمة أو تقليل نسب المخالفات أو ردع حالة التحرش وما إلى ذلك من أمور. ولم اشهد اي مسئول يظهر لنا على شاشات التلفاز او حتى بوسائل التواصل الاجتماعي يستعرض لنا الخط البياني لمؤسسته لستة أشهر او لسنة مضت كيف كان وكيف توصل إلى انخفاض المعدل او ارتفاعه وفق معادلات الانجاز. ترى إلى متى ترهقنا إعداد المخالفات والجرائم وهذه الاحصائيات المرعبة التي تواكبنا كل لحظة. هل إدارة المؤسسات المعنية بهذا الصدد صامتة. وتكتفي بالعقوبات المنصوص عليها وفق القوانين دون وضع حلول مناسبة لذلك. والمؤشرات البيانية في تصاعد او انخفاض والغريب ان المؤسسات تتباهى في ذلك؟
ايها المسئول ما هو دورك الابداعي في المؤسسة هل دورك تطبيق اللوائح والقوانين دون ان تضع مبادرات علمية للحد من الخطأ القائم في مؤسستكم.
 ان (انجاز) المعاملات او عقوبة المتهم او اعطاء محاضرة هذا اداء وظيفي وليس انجاز ابداعي وفق معادلة الإدارة؟
ليس من الضروري أن نكون ضمن المدينة الفاضلة 100% إنما علينا أن نصنع انسانا فاضلا قبل كل شيء. فكيف لنا ان نصنع هذا الانسان وهناك من يفكر بمبدأ العقوبة فقط؟ دون التفكير بتطوير الانسان ليكون عونا للحكومة. متى نعلمه ان ربط حزام الأمان حالة أخلاقية وليس مخالفة يعاقب عليها القانون. والمرأة هي جزء منك والحفاظ عليها واجب انساني وأخلاقي.
 وان أمن المجتمع انت جزء منه ... متى يعلموا أولادنا أن تحية العلم ليس فرض انا هو حب للوطن متى يعلموا شبابنا أن قيادة السيارة بسرعة جنونيه هو خطر ويسبب الدمار لك وللدولة. متى يعلموا بناتنا أن التقليد هو تعطيل للعقل والابتكار هو زهوها المنشود. متى يعلموا مصلينا بان الدين سبيل الى رقي للعقل وليس أداة ترهيب والخوف. متى نسمع الخطيب يدعو لنا ولا يدعوا علينا. نحن بحاجة إلى إعادة هيكلة الإنسان والقوانين معا. لنرتقي ونواكب تلك الدول التي تسارع الزمن وفق معطيات تطبيقية.
عدنان الدوسري

كاتب وباحث عراقي

الجمعة، 7 أبريل 2017

عيناك تعصرني

عيناك
تعصرني
تنسج لحظاتي
تهذب أطوار حياتي
ترجعني
طفلاٍ
تخدعني
بالهمسِ
وبعض الكلماتِ
سافرت كثيرا في راسي
فتشت كثيرا عن نفسي
عن وحدي
عن غثياني
فتعبت من الأوراق
ومن لغتي
من اغرب الواني
لكني
ما قبلت شفاه امرأة يوما
تجعلني
أنساني
إلا شفتيكِ


عدنان الدوسري

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

الكاريزما والشخصية السياسية

قد يتأثر بعضنا ببعض والتأثير في الآخرين غريزة إنسانية قد عرفها الإنسان منذ القدم و سخر معظم إمكانياته العقلية و الجسدية و الإيديولوجية و حتى السياسية منها لإشباع هذه الرغبة, وتحقيق رغبته الملحة بمفهوم الشخصية _وقبل أن تكلم عن محور الموضوع لا بد علينا أن نفهم أن السياسي قبل كل شيء إنسان ويفرز معطيات ومن ضمن هذه المعطيات هي الشخصية والشخصية بحد ذاتها لها مدلولاتها الكثيرة والتي تتعلق بكينونة عاقلة التي يجب أن تدرك نفسها و حريتها وحدود الواجب الأخلاقي لها. وترتبط الشخصية في الطرح بالوعي للذات في إطار الصيرورة العامة والمطلقة لحركة الوجود لمنظومة الشخص ذاته ونقصد هنا_ السمات المميزة للإنسان كسمات بيولوجية وهي مسئولة أخلاقيا، وقانونيا واجتماعيا والسمات السيكولوجية ونقصد أيضا النظر إلى الإنسان كحياة نفسية تنمو وتتغير وفق معطيات ذاتية وموضوعية وما يترتب عن تراكمات من التجارب وخبرات تنعكس بسلوكيات الإنسان وحياته الفردية.
إن تحديد الشخصية السياسية كبناء أو كنظام يحتم معالجة المسألة من خلال الأطروحات التي حاولت تمثل الشخصية في منظومة فكرية معينة ، وعليه نجد أنفسنا أمام خطابات تحاول كل منها حصر الشخصية في إطارات خاصة تعكس ثقافة الشخصية والآثار نفسية لها. و عبر الطرح الأيدلوجيا لها وقد يختلف البعض معي أن معظم الناس يتأثر بهم ككيان قائم لا لثقافته ولا لطرح الفكري له والتاريخ شاهد على ذلك بل نتأثر بكاريزما التي تحيط بتلك الشخصية و كاريزما هي إلا صفة منسوبة إلى أشخاص بسبب صلتهم المفترضة بالقوى الحيوية المؤثرة والمحددة للنظام ( ماكس فيبر (Max Weber (1920_1864 ) ويعتبر ماكس أول من أعطى المصطلح صبغة سياسية عندما استخدمه للإشارة إلى القدرة التي يتمتع بها شخص معين للتأثير في الآخرين إلى حد أن يجعله في مركز قوة بالنسبة لهم وبحيث يمنح الواقعون تحت تأثيره حقوقا تسلطية عليهم كنتيجة لقدرته التأثيرية هذه .
فالمزايا التسلطية التي يتمتع بها الشخص (الكاريزمي) ويمارسها على الآخرين تنبع أساسا من إضافة الآخرين صفات وقدرات خارقة له مثل( الجاه) بأنه صاحب مهام أو بأن لديه قدرات إدراكية غير طبيعية ونفاذ بصيرة لا تبارى أو بأنه يتحلى بفضائل خلقية تعلو مرتبة البشر لتسمو به إلى مرتبة أعلى. ..و نظرية ثاقبة في السلطة هي من أشهر ما ارتبط باسمه وفيها بحث عن الأسباب التي تحمل الناس على الرضوخ إلى الأوامر الصادرة عن السلطة العليا.
وكاريزما وحدها لا تخلق شخصية تغيرية للمجتمع فكثير من الشخصيات تهاوت عروشهم بسبب اعتمادهم على هذه الصفة وحدها وإن اعتبار الشخصية السياسية واقعا حتميا يعكس الإفرازات في السلوكيات إيجابية كانت أو سلبية وهذا فعلا ما يدفع بنا إلى التساؤل التالي : ألا تملك الشخصية السياسية دورا في بناء شخصيته وعمق تأثيرها في المجتمع؟ لقد اطلعنا على الكثير من تجارب الشخصيات بأطروحات تؤكد ارتباط الشخصية السياسية بواقع المجتمع، وإنما تعتبر الشخصية السياسية وعيا إيجابيا فليست الشخصية مجرد إنتاج يتصرف ضمن علاقات مستقلة محملا بصفة واحدة يشعر بها أنها السبيل للوصول إلى كرسي الحكم وتأثير الشخصية السياسية لا تقتصر على (الكرسي) فكثير من الشخصيات السياسية رفضوا هذا الكرسي وذهبوا يبحثون عن ساحات للنضال لهم . وإنما كانوا دعاة على تغير أيدلوجية معين فكثير ممن الشخصيات تبؤ مناصب دون تؤثر بمجتمعهم وتعتبر فيها. أن لكل مرحلة حاضرة تجربة جديدة ومن ثمة تكون الشخصية بناء مستمرا يختاره الفرد بوعي منه فالشخصية السياسية ليست إنتاجا هندسيا، ولا هو وراثيا لأن النتيجة هنا تأتي مخالفة لكل الافتراضات المنطقية لصناعة التغير من أهم السمات التي تجعل الشخصية السياسية قوة تغيرية.
هي الرؤية الواضحة التي تنبثق عن منهج أو مشروع عملي واضح المعالم، واحتواء كل طبقات المجتمع بكاريزما مطبقا بذلك السلوك في التعامل وفق بناء صحيح ومتوازن والابتعاد على عناصر الأنا واتخاذ الخطوات الصحيحة وفق معاير الأنا الأعلى و القرارات السياسية التي تأتي خلافا لذلك تأتي بصورة ساذجة أو طائشة ما سيقود الرعية إلى التيه والضياع وفقدان البوصلة التي تشير إلى الاتجاه الصحيح. وما نجد في الساحة السياسية مع الأسف الشديد أفكار تهدف إلى تخويف الناس وإرهاب ومن يعارض القائد أو الحزب أو الدولة أو يتخذ موقعاً معادياً لها يتعرض إلى السلاح الأساسي هو القمع وكم الأفواه وبالتالي لسحق المعارضة بغية البقاء في السلطة...... يقول الدكتور أنيس صانع في مذكراته التي عالج فيها "مفهوم الزعامة السياسية من فيصل إلى جمال عبد الناصر" لو قلبنا صفحات التاريخ السياسي المعاصر للعالم العربي في أقطاره المختلفة لوجدنا أن مجموعة من الزعماء ألأكثر شهرة تنقسم إلى فئات ثلاث: "عاهل دولة، أو رجال ثورات أو انقلابات، ورجال أحزاب" و قد لا يوجد بين هؤلاء كلهم رجل فكر واحد.
ومن هنا استطاعت تلك الأنظمة بالادعاء بأنها هي الشعب ذاته دون أن تكون قد تسلمت المسؤولية من ذلك الشعب بالانتخاب الحقيقي ودون أن يكون هذا الشعب قد فوضها بأن تنوب عنه أو تمثله بشكل ايجابي بالانتخاب فلابد للشخصية أن تكون مرتبطة ارتباطا مع الفرد في المجتمع ، وفق سلوك سياسي يحمل سمات الثقافة والكاريزما وتدارك الظروف وأدوات التغير وهذه الرابطة الحاسمة هنا هي رابطة متماسكة التي تجعل السلوكيات الشخصية السياسية مقبولة رغم أن الحال قد تكون معكوسة تماماً لدى البعض من الشخصيات السياسية الذي ترتكز على تأثير على جانب واحد في التأثير فالمقبول يصبح مرفوضاً والمرفوض مقبولاً، فلابد من تحويل العمل الفردي إلى الجماعي، ولو جزئياً في مراحله الأولى، من خلال الإحساس بالمصير المشترك أذا ماردنا أن نتكلم عن الشخصية السياسية فلا اعتقد أن هناك قائد أو زعيم وصل إلى هذا الرقي في قيادة سواء في زمن الانقلابات أو الانتخابات مازال فكر الحاكم في الدول شرقنا المتوسط بعيد جدا عن هذا المفهوم وعاجز عن فهمه فلابد على الشخصية السياسية أن تدرك حقيقة الأمر بالخدمة المطلقة للشعب و تلتزم حقوقه...
  عدنان الدوسري

 كاتب وباحث عراقي

الأحد، 22 يناير 2017

لحظات مع الوسادة

تنساب الاهداب ببطء ويغدو راسي على وسادتي التي طالما تكون معي في كافة رحلاتي   ...
اتعبتني رحلة أمس
 اربت عليها بحنان وهي تحضن راسي وتغبطه بشغف.
 يذهب خيالي في عالمه.... تساوره الظنون...ابحث... عن ضالتي .... وأي بحر أنا من الجنون .... أفق بعيد... وسور طويل. وإمدادات للأرض
يأتي صوتها مسرعا ليمنحني نوعا اخر من ارق جديد.
 صورتها تربك ذاكرتي .... الوجوه تتشابه عندي في هذه اللحظة
أسالها. من تكونين؟
تنظر ألي وعيناها الجميلتان تخترقني وتكسر كل صمتي وتلغي لحظاتي
_ إلا تعرفني؟
أحاول عبثا ان أجد في مخيلتي وأصابعي تدور بذاكرتي ابحث عن شيء يذكرني باسمها. امام زحمة الوجوه تلاشت بعض الذكريات 
أحبو برمال صحرائي لعلي اجد بعض اثارها 
 لكن دون جدوى
من يعيد لي ذاكرتي القديمة ؟؟
 راسي يؤلمني لا أستطيع ان اتذكرها ...
_من يحلم أن يكون مثلي فأنا محض من بقايا هموم أتلفت ذاكرتي تلك الحانات وتسكعي بأرصفة المدن القديمة  التي مازال عقد قراني عليهن نافذ المفعول !!!
أجالس على الاريكة الممتدة وانظر اليها احضن أحزاني اشعر بخيبة امل
 فجأة تَمد...يدا إلى تتخلل بين أضلعي أشعر ببرودة شديدة هل ممكن أن تكون هي
ذاك الوجه الجبلي الجميل والعينان اللامعتان أن تلمسني... لا... لعلة حلم أو خيال.... ربما أنها أحلام الفقراء!!
لا ...لعلي كنت احلم أن يديها لامست أضلعي    
أوقد سيجارتي  ساعتي تشير بعد منتصف الليل بعد ارق طويل ... وأنا انتظر لحظة سحقها بين بقايا السجائروانا احارب ليلتي  بذلك الدخان المتصاعد ليشكل حلقات ويدور وتدور بي الافكار
- تبتسم بوجهي وتهمس  (أنا مولاتك لن تستطيع ان تهرب مني)) أنا بين أوراقك اتسلل اليك عبر نوافذك المطله على عناوين يومياتك
مهما طالت لحظاتي سوف اهرب منك وإليك   اتجه الى عالمك الافتراضي أنسجة بيدي - انهض وأغادر وسادتي المتعبة ومازالت عالقة  بذهني اخر كلماتها  انا بحاجة اليك
 وأنا اكتب الحلم الاخر

 عدنان الدوسري
شاعر وكاتب عراقي مغترب

الأربعاء، 11 يناير 2017

لغز المحبة




مهما بلغنا من العمر وقرأنا الروايات والقصص القصيرة والصحف والمجلات وشاهدنا التلفاز وما يمتلكه من قوة الانبهار بعالم المرئي تبقى تلك الحكايات الخرافية والاساطير التي كنا نسمعها من الجدة راسخة في أذهاننا حيث نجتمع حولها كالفراشات لنستمع لها بشغف وحدقات عيوننا. وانظارنا تحيط بها وتحصى كل حركة من حركاتها. وهي تروي لنا عن الغول(السعلوة) وحكايات ابى زيد الهلالي وحكايات الذئب وكيف كانت تختم قصتها بالعلامة المسجلة لها (لو بيتنا قريب نأتي لكم الحمص والزبيب) مصحوبة بابتسامتها المعهودة. وبعدها نخلد للنوم. وكنا نحلم بتلك القصص او بذلك الفارس المغوار وهو يقتل الغول....
لم تكن قصص عادية تمر بنا إنما كانت تهذب خيالنا الطفولي وتمنحنا سلوكيات الأبطال أما الآن من يحكي للأطفال هذه القصص هل أصبحت ألعاب الفيديو بديلا عن قصص الجدة؟
وماهوا الأثر النفسي الذي تتركه تلك الألعاب بعقول أطفالنا حيث فقدنا التواصل البشري والغينا تلك المتعة والفائدة بتكوين الصورة الذهنية للطفل ولا أريد هنا أن أتكلم عن التأثير الطبي والتشنجات التي تصيب الطفل بهذه الألعاب حيث أصبحت سلوكيات اطفالنا تتغير نحو العنف والهيجان الانفعالي وانخفاض المعدلات اللفظية لهم. وكل هذا بسبب تلك الالعاب الكترونية التي لا تخلوا من العنف الدموي والمشاهدات التي تحفز العقل على الاثارة والعنف وتركيز الانتقام حيث تظهر عليهم أعراض الانسحاب والعزلة والتباطؤ الذهني ويموت بشكل او باخر الادراك الذهني لديهم والذنب لا يكمن في تلك الممارسات انما للعائلة ذنب أكبر، ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون الطفل نفسه عاجزا عن التعبير عن مشاعره. فيتم بذلك عبر سلوكيات غريبة الهدف منها التعبير المعاكس.
حيث لوحظ ان مخيلة الاطفال بدأت تنمو ببط شديد على تكوين رؤيا خاصة بهم وهذا الشيء وواضحا للجميع حيث لا تخلوا حقيبة طفل من الايباد أو الهاتف الخلوي الذي لا يفارقه على طوال اليوم ...وهنا يعطينا سبب آخر وهو خلو الأسر من محاكاة الطفل وعدم وجود الحوارات المفتوحة والقصص الشعبية. ومع الاسف أصبحت الحارات والازقة تخلو من الالعاب الشعبية التراثية ...لو كان هناك ترابط أسرى بالموروث الشعبي لأصبح أطفالنا مولعون بها كما كنا سابقا ومازالت ذاكرتنا تحتفظ بتلك القوانين للألعاب لو كنا اخرجنا هذه الألعاب الى أطفالنا لما أصبح أطفالنا عرضة لهذه الافلام التي تزرع العنف بهم منذ الصغر.
ومع كثرة عدد المتشددين والمتطرفين الذي خرج نتيجة هذا العنف والسلوكي والنمطي وكان أحد أسباب هي تلك الصور الذهنية للعنف منذ الصغر حيث لعبت دورا أساسيا بتكوين هذه المشاهدات الدموية وبدأ العقل الباطن بإفرازها كسلوك متطرف! فلابد من فك هذا اللغز ...لترجع تلك العقول المغيبة الى رشدها وإيقاف تزايد العنف الصوري.
 وتندرج هذه الظاهرة في علم النفس تحت مصطلح الحنان والألفة بين أفراد الأسرة. وبحسب شبكة "سي ان ان" الامريكية، ونقلاً عن دراسة نشرتها دورية "الأكاديمية الوطنية للعلوم" في الولايات المتحدة، فإن الأطفال والاحداث الذين يحظون بحنان أسرى يسجلون نمواً واضحاً في مناطق الدماغ المسؤولة عن التعليم والذاكرة والتعامل مع ضغوطات الحياة. وقد بينت أخصائية علم نفس الأطفال التي عملت على الدراسة، جوان لوبي، أهمية الاكتشاف، قائلة: "لقد أهملت الأبحاث السابقة النظر في مدى أهمية الشعور بالعطف والحنان بالسنوات الأولى من عمر الأطفال"، مضيفة أن الضرر الذي يصيب دماغ الطفل بسبب قلة الحنان والعطف يصعب تعويضه في السنوات اللاحقة حتى مع تبديل سلوك الأهل. وقالت الدراسة إنها أثبتت من خلال هذا الاختبار "الرابط المباشر بين التطور السليم لمناطق أساسية في الدماغ تؤثر على حياة الإنسان وبين العلاقات العاطفية التي يعيشها".
 ليس عيبا أن نجلس مع أولادنا لتحكي لهم قصصا جميله تمتعهم بها ولتمنحهم بذات الوقت أشياء كثيرة من الحب والحنان والألفة. ...وبالنهاية وكما تقول جدتي لو بيتنا قريب تأتي لكم بالحمص والزبيب. ..
عدنان الدوسري
باحث وكاتب عراقي مغترب

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...