برامج الخوف(الكاميرا الخفية) وتأثيراتها السلبية
غالبا ما نشاهد برامج الكاميرا الخفية التي تسعى إلى صناعة الدهشة , والخوف بحجة المتعة والإثارة المراد بها استمتاع المشاهدين , وتأملت كثيرا , بهذه التصرفات التي تجرنا إلى الموت السمعي والبصري أو حتى إيقاف دقات القلب ((للضحايا)) ان صح التعبير عنهم. فان الخوف الذي يأتي بشكل مفاجئ والذي يشكل لدينا حالة مرضية ؟ ينتج عنها خلل نفسي ، والتحليل النفسي يصنفها ضمن الأمراض العصبية الزمنية ، وتنشأ عنها حالات مرضية مختلفة ، سوف نتطرق إليها لاحقا ((الخوف المصطنع)) على حد تفسيري يؤدي بنا هذا الأمر لتشويش حواس البصر والسمع وعبر التدقيق من حركات الضحايا قد نرى هذا التشتت والتشويش . فإن العينين والفم تفتح على نطاق واسع ، والحواجب ترفع . يقف الرجل ضحية الكاميرا الخفية خائفا مثل تمثال بلا حراك , أو يلهث أو يركض من شدة الموقف. القلب يدق بسرعة وبعنف وهنا يحدث توقف الغدد اللعابية ، والفم يصبح جافا ، تعبير الوجه من الخوف ويشمل اتساع العينين (من الانتظار والترقب لما سيحدث بعد ذلك من تأثير الخوف في الجسم من الناحية الاكلينيكية إن الانفعالات الشديدة والضغوط التي يتعرض لها الإنسان كالخوف والفزع يحرض الغدة النخامية على إفراز هرمونها المحرض لإفراز كل من الأدرينالين والنورأدرينالين من قبل الغدة الكظرية و الذي يؤدي إفرازه في الدم إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية حيوية مذهلة ، إنه يهيئ الجسم لقوى شيطانية رهيبة , وذلك استجابة لإشارة التهديد الصادرة من الغضب والغيظ والحقد ، وتقوم أيضا غدة “الأدرينال” بإفراز هرمونات القشرة مثل هرمون “الكورتيزون”؛ لإعداد الجسم بيولوجيا للدفاع عن الإرهاب النفسي بأشكاله المختلفة
كما تقوم الأعصاب الودية على إفراز النوأدرينالين. إن ارتفاع هرمون النور أدرينالين في الدم يؤدي إلى تسارع دقات القلب ، وهذا ما يشعر به الإنسان حين الانفعال ، والذي يجهد القلب وينذر باختلاطات سيئة. فهو يعمل على رفع الضغط الدموي بتقبيضه للشرايين والأوردة الصغيرة ، كما أن الارتفاع المفاجئ للضغط قد يسبب لصاحبه نزفاً دماغياً صاعقاً ، وقد يصاب بالجلطة القلبية أو الموت المفاجئ وقد يؤثر على أوعية العين الدموية فيسبب له العمى المفاجئ. وكلنا يسمع بتلك الحوادث المؤلمة التي تنتج عن لحظات غضب.هذا وإن ارتفاع النور أدرينالين في الدم يحرر الجليكوجين من مخازنه في الكبد ويطلق سكر العنب مما يرفع السكر الدموي ، إذ من المعلوم أن معظم حوادث الداء السكري تبدأ بعد انفعال شديد يأتي من خوف أو غضب. أما ارتفاع الأدرينالين فيزيد من عمليات الإستقلاب الأساسي ويعمل على صرف كثير من الطاقة المدخرة مما يؤدي إلى شعور المنفعل أو الغَضِبْ بارتفاع حرارته وسخونة جلده . كما ترتفع شحوم الدم مما يؤهب لحدوث التصلب الشرياني ومن ثم إلى حدوث الجلطة القلبية أو الدماغية ، كما يؤدي زيادة هذا الهرمون إلى تثبيط حركة الأمعاء ومن ثم إلى حدوث الإمساك الشديد. وهذا هو سبب إصابة ذوي المزاج العصبي بالإمساك المزمن. ويزداد أثناء ثورات الغضب إفراز الكورتيزول من قشر الكظرية مما يؤدي إلى زيادة الدهون في الدم على حساب البروتين ، ويحل الكورتيزول النسيج اللمفاوي مؤدياً إلى نقص المناعة وإمكانية حدوث التهابات جرثومية متعددة، وهذا ما يعلل ظهور التهاب اللوزات الحاد عقب الانفعال الشديد ، كما يزيد الكورتيزول من حموضة المعدة وكمية الببسين فيها مما يهيئ للإصابة بقرحة المعدة وقد أثبتت البحوث الطبية الحديثة وجود علاقة وثيقة بين الانفعالات النفسية ومنها الغضب وبين الإصابة بالسرطان. وتمكن العلم أن يبين مدى خطورة الإصابات السرطانية على إنسان القرن العشرين، قرن القلق النفسي ، وأكدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من انفعالات نفسية مريرة بصورة مستمرة يموتون بالسرطان باحتمال نسبي أكبر. فالانفعالات النفسية تولد اضطراباً هرمونياً خطيراً في الغدد الصماء يؤدي إلى تأرجح في التوازن الهرموني بصورة دائمة ، هذا التأرجح يساعد على ظهور البؤرة السرطانية في أحد أجهزة البدن تتأثر بالخوف من الناحية النفسية قد يكون الخوف غير الطبيعي [مرضي] وضارا جداً كما أسلفنا ، مما يعرضه لسوء التكيف الذي ينعكس بوضوح على سلوكه ، وقد يصاحب الخوف لديهم نوبات من الهلع الحاد ، ويتمثل ذلك في [سرعة دقات القلب] و[سرعة التنفس ] و[الدوار أو الغثيان] و [التعّرق الشديد ] و[تكرار التبول والهزال] و[عدم السيطرة على النفس ]، وكل هذا قد يحدث فجأة وبشدة وبدون إنذار سابق. إن الخوف إذا تجاوز حده في نفس الإنسان ، تكون له انعكاسات وتأثيرات سيئة على تفكير الإنسان وجسمه أيضاً. حيث يصاب الإنسان بالارتباك ويصبح عاجزا عن اتخاذ قرار سليم ويقدم نفسه فريسة سهلة للخوف وعلى أي حال فإن مجال الدراسة النفسية ، في هذا المجال أوسع واشمل و مما حددته المدارس النفسية وبيئات لها خصوصياتها الاجتماعية والنفسية والجغرافية وبعض الشعوب أكثر خوفاً من الأخرى... والشعوب التي تعيش في البيئة الديكتاتورية وجو مضطرب اجتماعيا وسياسيا ، تكون أكثر عرضة (للرهاب) والإرهاق واكتئاب وتعكر الصفاء الذهني مما يؤدى إلى تدهور حالتها النفسية من التي تعيش أجواء الحرية.. كلمات أخيرة لا أحد منا يرضى بلحظة خوف تفرضها عليه جماعة أو أشخاص أو قنوات فضائية ما يدرينا لعل هذه اللحظة تسبب ما أسلفت من عوامل نفسية واضطرابات هرمونية تؤدي لطريق لا نعرف الخروج منه وقبل أن نفكر في كيفية صناعة الخوف للآخرين علينا أن نبحث عن العوامل الخارجية التي فرضت علينا في هذا الواقع ونعالجها بطرق علمية ، وأن نفتش في داخل مجتمعاتنا ، عن تلك الثغرات والنواقص والأمراض التي أوصلتنا إلى هذا المستوى من الأوضاع. ومن أبرز تلك الثغرات والأمراض، هذا الشبح المرعب والكابوس المخيم على نفوسنا وهو مرض الخوف وأنواعه وكيف نحوله إلى طمأنينة!
إذا ما أردنا تغيير واقع أنفسنا وامتنا أن نبدأ يتغير في أعماق ذاتنا , وان نواجه هذا الشبح المزعج (الخوف) ونطرده من داخل مجتمعنا وكل من يفرض علينا عبر الوسائل السمعية والبصرية بل نحن مسئولون عن إصلاح نفوس كل أبناء مجتمعنا فلنعلن التغير على الخوف ونصنع مجالات الخير والتقدم – لا- أن نصنع أداة للخوف إلا يكفينا ما نحن فيه من خوف جراء الاحتلال والمصائب التي نمر بها وان كانت لا تدري هذه القنوات فتلك المصيبة أعظم!!!..
عدنان الدوسري
كاتب عراقي مغترب
كما تقوم الأعصاب الودية على إفراز النوأدرينالين. إن ارتفاع هرمون النور أدرينالين في الدم يؤدي إلى تسارع دقات القلب ، وهذا ما يشعر به الإنسان حين الانفعال ، والذي يجهد القلب وينذر باختلاطات سيئة. فهو يعمل على رفع الضغط الدموي بتقبيضه للشرايين والأوردة الصغيرة ، كما أن الارتفاع المفاجئ للضغط قد يسبب لصاحبه نزفاً دماغياً صاعقاً ، وقد يصاب بالجلطة القلبية أو الموت المفاجئ وقد يؤثر على أوعية العين الدموية فيسبب له العمى المفاجئ. وكلنا يسمع بتلك الحوادث المؤلمة التي تنتج عن لحظات غضب.هذا وإن ارتفاع النور أدرينالين في الدم يحرر الجليكوجين من مخازنه في الكبد ويطلق سكر العنب مما يرفع السكر الدموي ، إذ من المعلوم أن معظم حوادث الداء السكري تبدأ بعد انفعال شديد يأتي من خوف أو غضب. أما ارتفاع الأدرينالين فيزيد من عمليات الإستقلاب الأساسي ويعمل على صرف كثير من الطاقة المدخرة مما يؤدي إلى شعور المنفعل أو الغَضِبْ بارتفاع حرارته وسخونة جلده . كما ترتفع شحوم الدم مما يؤهب لحدوث التصلب الشرياني ومن ثم إلى حدوث الجلطة القلبية أو الدماغية ، كما يؤدي زيادة هذا الهرمون إلى تثبيط حركة الأمعاء ومن ثم إلى حدوث الإمساك الشديد. وهذا هو سبب إصابة ذوي المزاج العصبي بالإمساك المزمن. ويزداد أثناء ثورات الغضب إفراز الكورتيزول من قشر الكظرية مما يؤدي إلى زيادة الدهون في الدم على حساب البروتين ، ويحل الكورتيزول النسيج اللمفاوي مؤدياً إلى نقص المناعة وإمكانية حدوث التهابات جرثومية متعددة، وهذا ما يعلل ظهور التهاب اللوزات الحاد عقب الانفعال الشديد ، كما يزيد الكورتيزول من حموضة المعدة وكمية الببسين فيها مما يهيئ للإصابة بقرحة المعدة وقد أثبتت البحوث الطبية الحديثة وجود علاقة وثيقة بين الانفعالات النفسية ومنها الغضب وبين الإصابة بالسرطان. وتمكن العلم أن يبين مدى خطورة الإصابات السرطانية على إنسان القرن العشرين، قرن القلق النفسي ، وأكدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من انفعالات نفسية مريرة بصورة مستمرة يموتون بالسرطان باحتمال نسبي أكبر. فالانفعالات النفسية تولد اضطراباً هرمونياً خطيراً في الغدد الصماء يؤدي إلى تأرجح في التوازن الهرموني بصورة دائمة ، هذا التأرجح يساعد على ظهور البؤرة السرطانية في أحد أجهزة البدن تتأثر بالخوف من الناحية النفسية قد يكون الخوف غير الطبيعي [مرضي] وضارا جداً كما أسلفنا ، مما يعرضه لسوء التكيف الذي ينعكس بوضوح على سلوكه ، وقد يصاحب الخوف لديهم نوبات من الهلع الحاد ، ويتمثل ذلك في [سرعة دقات القلب] و[سرعة التنفس ] و[الدوار أو الغثيان] و [التعّرق الشديد ] و[تكرار التبول والهزال] و[عدم السيطرة على النفس ]، وكل هذا قد يحدث فجأة وبشدة وبدون إنذار سابق. إن الخوف إذا تجاوز حده في نفس الإنسان ، تكون له انعكاسات وتأثيرات سيئة على تفكير الإنسان وجسمه أيضاً. حيث يصاب الإنسان بالارتباك ويصبح عاجزا عن اتخاذ قرار سليم ويقدم نفسه فريسة سهلة للخوف وعلى أي حال فإن مجال الدراسة النفسية ، في هذا المجال أوسع واشمل و مما حددته المدارس النفسية وبيئات لها خصوصياتها الاجتماعية والنفسية والجغرافية وبعض الشعوب أكثر خوفاً من الأخرى... والشعوب التي تعيش في البيئة الديكتاتورية وجو مضطرب اجتماعيا وسياسيا ، تكون أكثر عرضة (للرهاب) والإرهاق واكتئاب وتعكر الصفاء الذهني مما يؤدى إلى تدهور حالتها النفسية من التي تعيش أجواء الحرية.. كلمات أخيرة لا أحد منا يرضى بلحظة خوف تفرضها عليه جماعة أو أشخاص أو قنوات فضائية ما يدرينا لعل هذه اللحظة تسبب ما أسلفت من عوامل نفسية واضطرابات هرمونية تؤدي لطريق لا نعرف الخروج منه وقبل أن نفكر في كيفية صناعة الخوف للآخرين علينا أن نبحث عن العوامل الخارجية التي فرضت علينا في هذا الواقع ونعالجها بطرق علمية ، وأن نفتش في داخل مجتمعاتنا ، عن تلك الثغرات والنواقص والأمراض التي أوصلتنا إلى هذا المستوى من الأوضاع. ومن أبرز تلك الثغرات والأمراض، هذا الشبح المرعب والكابوس المخيم على نفوسنا وهو مرض الخوف وأنواعه وكيف نحوله إلى طمأنينة!
إذا ما أردنا تغيير واقع أنفسنا وامتنا أن نبدأ يتغير في أعماق ذاتنا , وان نواجه هذا الشبح المزعج (الخوف) ونطرده من داخل مجتمعنا وكل من يفرض علينا عبر الوسائل السمعية والبصرية بل نحن مسئولون عن إصلاح نفوس كل أبناء مجتمعنا فلنعلن التغير على الخوف ونصنع مجالات الخير والتقدم – لا- أن نصنع أداة للخوف إلا يكفينا ما نحن فيه من خوف جراء الاحتلال والمصائب التي نمر بها وان كانت لا تدري هذه القنوات فتلك المصيبة أعظم!!!..
عدنان الدوسري
كاتب عراقي مغترب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق