
أم آر آي ....
يتحرك قلقا ... الازرار لا تعمل بتشغيل الته .. كرسيه الدوار ازعجه .والراقد خلف النافذة ينتظر لحظاته الاخيرة .الموت ظل يلاحقه كلما ازدحمت ذاكرته بأطياف ماضيه تتراء في عينيه اظلال الموت حيث ينمو أكثر كلما اقتربت لحظات الفراق عن هذا العالم ، وكأن ولعه بالحياة يخفت ضوءه فيخفق ظله . يرغب ان يرقد على سريرا مبتهجا في نشوة عامرة ! أو ربما يثمل في ليلة تشرينية ماطرة تزيل عنه كل الاعباء. بعد لحظات يفقد ذاكرته ويستيقظ في عالم أخر. يستشعر بمن احبهم والقلق يحيطهم من كل جانب.لا يعلمون عنه شيئا..... يخاطب الله بسره
- أنني سأموت وهل هناك شيء بعد الموت ويهديه قبلة
فصولا مشردة لا تملك شيئا غير هشاشتها أما برودة الجو او عتمة الشوارع والخوف من المجهول القادم من خلف الاسوار حاملا معه غيض السنين يسعى على ان يجد جرعة مخدر كبيرة فيبتهج لذلك ويتمدد على قارعة الطريق ويفترش قطعة من ورق المقوى الدافئة لعله يموت . هكذا كانت احلامه في خضم هذا اللحظات يتوهج الضوء الاحمر فتسحبه الاله والشعور ينتابه بالخوف المغطى بقلق شديد يسدل الضوء عن عينية ويداه ترتجف تغزوه البروده بجسده وملامح الصوت اختفت ، لم يعد سوى صدى صوته يرنّ في داخله ينتابه الخوف من جانب وهو المستلقي في باطن الاله , وهناك في الجانب الاخر من يحاول تشغيلها .يحاول ان يسرق البصر عبر الاسطوانة الحلزونية ولكنه لا يستطيع ..يكاد تقتله اللحظات لا يبرح ان يفتح عينيه فيقحمها بشدة جراء الضوء الشديد ذات الون الازرق يداه تنشل من شدة الركود يحاول يرفعها ويتذكر انها مربوطة ... - اين المفر ايتها النفس لم يعد هناك شيء انحس من ان تغلق عليك الة كهذه . تأخذه مخيلته بعيدا ....يصعد للمصعد يضغط لدور 17 وبعد ان يلحق به يتوقف وتدخل امرأة غجرية الملامح وينظر اليها ويتذكر ((والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا )) ويرجع المصعد بالصعود ولحظة تطفئ الكهرباء فترتمي بحضنه خائفة وجله من المصعد وإطفاء الكهرباء .لم اعد بتلك اللحظة شيء اتذكره سوى عطرها المتشبثت به ما ان لامس يداها حتى انقذته منها الكهرباء وبدا المصعد بالاشتغال .خجلى خدودها وهي تهرب مني .الاشارة تضيء الى دور 17 كان يتمنى البقاء اكثر ولكن خطواته تسرع تاركها وراءه. تستفزه ضوضاء غريبة تتصاعد بجلبه ولغات لم يفهمها يشم رائحة احتراق
- اذا لم اموت مخنوقا اموت محروقا
-اسحب القابض وإلا سيموت الرجل.
جاءت كلماته مع رعشة اهتز لها جسده البارد والمستلقي في هذه الحلزونية الصماء. تمتد اليه ايادي مختلفة الوان تحاول جره وباءت جره بالفشل يجتمعون حول الجهاز لعلهم يجدون سبيلا له وهو يحاول ان يسترق السمع
- ائلك أي يابهاش مهندس ليه ما نسحبه بكماشه من ركليه
لم تكن الكلمات ذات وقع يؤثر على المهندس المشرف فيحول بصره على الاخر
- يبه نتصل بالشركة الفرنسية ويبون لنا خبير من عندهم ونخلص يشير اليه المهندس الى متى يبقى مرميا بالجهاز
- ولكم راح يخيس
الصمت يدور حول الجميع ونظراتهم اليتيمة لم تعد تنفع ؟ يجتمعون امام لجهاز مع التقاط صور السلفي وتنهداته تحوم حول الجهاز المقيت تجر خطواتهم بالانسحاب بعد التقاطهم ما يثبت انه تدالوا القضية بجميع اشكاها وابدوا الاراء وتعاطفهم مع الحالة . يزداد الخناق عليه و يجد نفسه يبكي كلما انبعثت منه رائحة جسمه والعرق بدا يأخذ شكلا اخر لينهي اخر انفاسه -هل ادخرت من يشيعني في الجنازة ودع الحياة تحت حلزونية حمقاء لافته سوداء مكتوب عليها اسمة بمزيد من الاسى والحزن غادرنا بألم ...............
عدنان الدوسري
شاعر وكاتب عراقي معترب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق