السبت، 23 يوليو 2016

رسالة الى ابن عمي العربي

سيأتي زمنٌ لا تنفعني به الكتابة ولا تنقذني فيه الدموع ولا حتى عناوين المحطات. ولا تلك الطرقات وأرصفة المنافي التي سئمت منها ,وهذه الحقائب الصامتة التي أجرها وتجرني إلى لا نهاية, أجول بين عوالم لا اعرف حدوده لحد الآن. وبرغم  هذا ذلك ازداد ألما, مدينتي التي تسكن على ضفاف نهر دجلة حيث كان الفجر يمر بها مبتسما كل يوم أصبحت ألان غارقة بالدماء والقتل .. كيف لي الرجوع إليها وهذه الصور لا تفارقني. 
 اشعر أن راسي يباع في شوارع بغداد والبيوت العتيقة, واره في مزاد العلني مكتوب علية (( رأس للبيع )) وهو بجوار تلك السيوف العربية القديمة والعلب الفارغة والخشب المحروق رأس للبيع) يشترون كل والسيوف والعلب الفارغة إلا رأسي ماذا تراهم يفعلون برأس مزحم بالوسطية وبعض علامات الاستفهام التي مازالت تبحث عن الإجابة؟ 
 لملمت حقائبي وحاولت أن اطرق باب ابن عمي ( العربي) هربا من فحيح فوهات الرصاص الطائش والعبوات المفخخة وتلك الأفكار التي جعلت وطني مرتعا للطائفية المقيتة..  
وبهذا كله قدم لي لائحة شروط إقامتي معه ... حاولت حل ألغازها .. تفا جئت إنني زائرا ثقيلا وعلي دفع الرسوم .  
يا ابن عمي .... أذا كان في نيتك شراء رأسي يمكنك ذلك فانا لا املك سوى سيرتي الذاتية المتخمة وبعض شهادات التقدير ومجموعات قصص قصيرة وقصائد نثر ..... 
ليس هناك من يريد أن يشتريه أو يلمسه أحد أو حتى النظر إلية. هكذا أصبحت رؤوس الأدباء مجرد تحف قديمة تعلق على جدران الأغنياء وتهميش في مقالاتنا اليومية , 
 هل سيبقى راسي في المزاد العلني.!!!!! وهل تتوقعون أن راسي يعادله ثمن ؟ وبرغم من هذه التيه والاستغراب, هل اطرق أبواب السفارات الأجنبية باحثا عن الطمأنينة أو أكون بضيافة ابن عمي الذي يخنقني بلائحته, 
 لذا اعترف أمام القبيلة التي انتمي إليها وترفض الاعتراف بنا لكوننا من خارج حدودها الإقليمية وذلك الوطن الذي رماني بصحراء غربتي ذات ليلة واعرف أن ساسة بلادي لا يطيقون كلماتي ولا حتى النظر بهويتي التي بدأت تقلقهم في نومهم وبرغم هذا كله أعلنها جهرا وأمام تلك العيون المحدقة نحوي إنني انتمي إلى صحراء عروبتي ولا تغويني حدائق هولندا ولا حدائق بوتشارت في كندا  
ما زلت أناشد أبناء عمومتي من سيأتي ويكسر كل جدران فاقتي التي تحيطني من كل جانب فقد تركت لديكم اسمي وأسماء وأولادي الأربع والآن يا ابن عمي بعد ما قرأت رسالتي هذه هل اشد أمتعتي وارحل إليك من جديد أو ابحث إلى ديار تترفق بي وتمنحني فرصة للعمل واحتطن عيالي من جديد!!  
فقد طال انتظاري وأنا مسجل في الأمم المتحدة كلاجئ أرجوك امنحني حق اللجوء بأرضك قبل أن يأتي دوري بالتوطين بدول الإفرنج فبعدها لا تعتب علي فقد طرقت بابك وطال انتظاري واعلم أن فراقك صعب علي وإني لا استطيع أن أنسى نخيلك وحبات رمالك وهذا ما سيدونه لي التاريخ يوما 
.بين صمتي وخوفي وقلقي الذي جعلني حائر لا اخشي شيء سوى موتي المرتقب و بين الحين والأخر, ,وقد حانت اللحظة وأنا الآن الفارس المهزوم بلا حرب وليس له شلال وعشق يسمى باسمك يا ابن عمي 
قالها احد شعراء العراق 
اسقطت دمعي فاحرق اركان الدجى 
ورجوت ربي ولايخيب من به الرجاء 
ابصرت في وطن تاهت مرابطه 
فالكل فيه اصبح يروقه لون الدماء 
تناثرت اشلاء مدينة ....في موطني 
بالأمس كانت انفاسها تشرق بالعطاء 
ياويح قومي هاجروا وشدوا رحالهم 
لغربة ملعونه كلها جهد وعناء 
فروا من الموت فاذا هو ملاقيهموا 
فمن ينجو من موته في ذلك الفناء 
فالموت واحد وان تعددت أسبابه 
من مات معززا بداره لاموت الغرباء 
الموت اصبح جاهزا بأنواعه 
والشعب مات جوعا والفاسدين بالرخاء 
 عدنان الدوسري 
للمراسلة
larsa_adnan@windowslive.com
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...