السبت، 30 يوليو 2016

هل فعلا نحتاج للخبز فقط ؟؟



لم تعد تختلف الآراء كما كان سابق العهد . فأصبحت كل مظاهرة تعتبر ثورة , وكل حراك هو تغير  مجتمعي  يقود إلى عوامل محركة سريعة ,فالحــراك الثوري هو الاحتياج الفعلي للنهوض بالمجتمع . وان اختلفت وجهات النظر الفكرية بينهم ولكن تبقى هناك ثوابت يتفق عليها الجميع ولا خلاف فيها وقد تولد الثورات من بطون  الطبقات العمالية والكادحة وتلك العقول الشابة التي تأبى الرضوخ. حيث يناشدون بالاحتياجات الأساسية للشعب وقد لا اختلف معهم حيث هذه ابسط الحقوق  الإنسانية و متناسين هناك عوامل تغيرية  في المجتمع  كبيرة دون ملاحظتها  في لحظات الحراك فقد أحدثت الثورات السياسية كثـــــورة يوليو بمصر والثورة الفرنسية وثورة كاســـــــترو بكوبا .... والثورات المشابهة لها .  
وأن كثير من المجتمعات التي حدثت بها تأثيرات ثورية  تحولت إلى تأثيرات اجتماعية ليس الهدف من هذه المسميات احتياجات فقط  ولكن المطلوب وضع خطط تنموية  طويلة الأمد وقصيرة الأمد من الحكومات أو يلوح لهم الشعب بإسقاطها ؟ وما نلاحظه بعد كل الثورات العربية هو تغير الكراسي والوجوه دون أي مبادرات فعلية للتنمية ولا حتى جداول زمنية للقضاء على البطالة وتحسين الدخل للمواطن وما يطلق الآن في بلادنا هو حراك  من اجل الخبز والكهرباء والأمن والقضاء على الفساد وهذا لا يكفي فلابد من  الحراك أن يضع الجهات الحكومية أمام الخيار الصعب  أما أن تضع خطط تنموية مبرمجة بوقت زمني  ومشاركة الشعب معها _أليس الشعب مركز السلطات _ كيف يكون مركز للسلطات وهو مهمش في المشاركة الوطنية  وإلا يتحول هذا الحراك إلى ثورة . نحن لا نطلب أكثر من حقنا 
فهذه الأزمات الاقتصادية كثيرة ومتعددة وتختلف قوة تأثيرها بالتغير المراد منه بحراك الثوري، والشاهد الذي يقع أمامنا من أزمة اقتصادية عصفت بالعالم بشــــدة كالإعصار منذ عام 2008م حيث أشهر الإفلاس كثير من ملاك الصناعات وفقد كثير من كبار الموظفين وظائفــــــهم ، وتآكلت رؤوس كثير من أموال المستثمرين حيث أنتقل قسم كبير من الفئات وتحولوا إلى طبقة العمال أو فاقدي الوظائف بدون دخل. بالمقابل نجد  أن كثير من الدول استطاعت أن تنهض مع المجتهــــــدين من أبناء شعبها والذين يملكون إرادة وتصميم قد استطاعوا أن يغيروا فئتهم لفئة أفضل وأرقى. التغير  هو أحدى الظواهر الطبيعية  التي تخضع لها كافة مظاهر الكـــــــــون . والمجتمعات البشرية خاضعة  بظاهرها الحركـــة بالتغير الاجتمـــــاعي والتغير السياسي  مستمرة تكاد لا تنتهي، يقابل التغير من جهة أخرى الجمود والجمــود بأي ناحية من نواحي الحياة فهو مرفوض وغير مقبول لأنه يخالف الطبيعة الذاتية للتغير .وبنظرة بسيطة إلى المجتمعات الإنسانية المختلفة وربما يحدث بشكل تـــدريجي يكاد أن لا يكون شعوريا وقد يحدث التغير شــاملا عارما أو قد يقتصر على ناحية معينة دون غيرها. أو لعدة نواحي تمس أكثر من جانب بالحياة. وكثير من المجتمعات يتغير نتيجة أفكار العظماء والقــــــــــادة المؤثرين ، والتي تسود أفكارهم السـامية على الظروف الواقعية للمجتمعات. حيث أنهم قادرون على توجيه الأفراد توجيها يؤثر في آرائهم  وسلوكهم وبالتالي إحــداث التغيرات والاستقرار السياسي والتنموي والأمني  فهما ركيزة  أساسية بعملية التغيير الاجتماعي فعند عدم توفر هذا النموذج التغيري  فانه يؤدي  الى عدم الاستقرار. 
  لذا على الحكومة مشاركة المجتمع معها في صناعة الجو الملائم للمجتمع الذي يرنوا إليه  فدعونا نرسم مستقبل  تشارك فيه كل منظمات المجتمع المدني والوزارات  فالشعب لا يحتاج للخبز والكهرباء فقط إنما يحتاج إلى تنموية بشرية يزهو بها  ويتفاخر بصناعة انسان بكل ما يحمله من حضارة ومستقبل زاهر  .  
عدنان الدوسري 
كاتب وباحث عراقي  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟

  هل فعلا نحن نحتاج إلى قدوة؟ لعل السؤال هنا يأخذ حيزا عميقا في كينونة الإنسان وخاصة العربي. عندما تطرح عليه من هو قدوتك سرعان ما يتنامى إلى...